صفحة جزء
آ . (108) قوله تعالى : تلك آيات الله : مبتدأ وخبر ، و " نتلوها " جملة حالية ، وقيل : آيات الله بدل من "تلك " و " نتلوها " جملة واقعة خبرا للمبتدأ ، و " بالحق " حال من فاعل "نتلوها " أو مفعوله ، وهي حال مؤكدة ؛ لأنه تعالى ينزلها إلا على هذه الصفة .

وقال الزجاج : "في الكلام حذف تقديره : تلك آيات القرآن حجج الله ودلائله " . قال الشيخ : "فعلى هذا الذي قدره يكون خبر المبتدأ محذوفا [ ص: 347 ] لأنه عنده بهذا التقدير يتم معنى الآية ، وهذا التقدير لا حاجة إليه ، إذ المعنى تام بدونه " . والإشارة بـ "تلك " إلى الآيات المتقدمة المتضمنة تعذيب الكفار وتنعيم الأبرار .

وقرأ العامة : "نتلوها " بنون العظمة وفيه التفات من الغيبة إلى التكلم . وقرأ أبو نهيك "يتلوها " بالياء من تحت ، وفيه احتمالان ، أحدهما : أن يكون الفاعل ضمير الباري تعالى لتقدم ذكره في قوله :آيات الله ولا التفات في هذا التقدير بخلاف قراءة العامة . والثاني : أن يكون الفاعل ضمير جبريل .

قوله : للعالمين اللام زائدة لا تعلق لها بشيء ، زيدت في مفعول المصدر وهو ظلم . والفاعل محذوف ، وهو في التقدير ضمير الباري تعالى ، والتقدير : وما الله يريد أن يظلم العالمين ، فزيدت اللام تقوية للعامل لكونه فرعا كقوله تعالى : فعال لما يريد وقيل : معنى الكلام : وما الله يريد ظلم العالمين بعضهم لبعض . ورد هذا بأنه لو كان المراد هذا لكان التركيب بـ "من " أولى منه باللام ، فكان يقال "ظلما من العالمين " فهذا معنى ينبو عنه اللفظ . ونكر "ظلما " لأنه في سياق النفي ، فهو يعم كل نوع من الظلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية