صفحة جزء
آ . (111) قوله تعالى : إلا أذى : فيه وجهان ، أحدهما : أنه متصل ، وهو استثناء مفرغ من المصدر العام ، كأنه قيل : لن يضروكم ضررا البتة [ ص: 352 ] إلا ضرر أذى لا يبالى به من كلمة سوء ونحوها . والثاني : أنه منقطع أي : لن يضروكم بقتال وغلبة ، ولكن بكلمة أذى ونحوها .

قوله : ثم لا ينصرون مستأنف ، ولم يجزم عطفا على جواب الشرط ، لأنه كان يتغير المعنى ، وذلك أن الله تعالى أخبر بعدم نصرتهم مطلقا ، ولو عطفناه على جواب الشرط للزم تقييده بمقاتلتهم لنا ، وهم غير منصورين مطلقا : قاتلوا أو لم يقاتلوا . وزعم بعض من لا تحصيل له أن المعطوف على جواب الشرط بـ "ثم " لا يجوز جزمه البتة ، قال : "لأن المعطوف على الجواب جواب ، وجواب الشرط يقع بعده وعقيبه ، و " ثم "تقتضي التراخي فكيف يتصور وقوعه عقيب الشرط ؟ فلذلك لم يجزم مع " ثم " . وهذا فاسد جدا لقوله تعالى : وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم فـ " لا يكونوا "مجزوم نسقا على " يستبدل "الواقع جوابا للشرط والعاطف " ثم " . و " الأدبار "مفعول ثان ليولوكم ، لأنه تعدى بالتضعيف إلى مفعول آخر .

التالي السابق


الخدمات العلمية