صفحة جزء
آ. (52) وسيأتي قريبا آية عكس هذه أعني في اختيار الرفع وهي [ ص: 149 ] قوله وكل شيء فعلوه في الزبر فإنه لم يختلف في رفعه قالوا لأن نصبه يؤدي إلى فساد المعنى لأن الواقع خلافه، وذلك أنك لو نصبته لكان التقدير: فعلوا كل شيء في الزبر، وهو خلاف الواقع; إذ في الزبر أشياء كثيرة جدا لم يفعلوها. وأما قراءة الرفع فتؤدي أن كل شيء فعلوه هم، ثابت في الزبر وهو المقصود فلذلك اتفق على رفعه، وهذان الموضعان من نكت المسائل العربية التي اتفق مجيئها في سورة واحدة في مكانين متقاربين ومما يدل على جلالة علم الإعراب وإفهامه المعاني الغامضة. والجاهلون لأهل العلم أعداء.

التالي السابق


الخدمات العلمية