صفحة جزء
آ. (2) قوله: علم القرآن : فيه وجهان، أظهرهما: أنها علم المتعدية إلى اثنين أي: عرف، من التعليم، فعلى هذا المفعول الأول محذوف فقيل: تقديره: علم جبريل القرآن. وقيل: علم محمدا. وقيل: علم الإنسان. وهذا أولى لعمومه، ولأن قوله: "خلق الإنسان" دال عليه. والثاني: أنها من العلامة. فالمعنى: جعله علامة وآية يعتنى بها.

وهذه الجمل التي جيء بها من غير عاطف لأنها سيقت لتعديد نعمة كقولك: فلان أحسن إلى فلان: أكرمه، أشاد ذكره، رفع من قدره، [ ص: 154 ] فلشدة الوصل ترك العاطف. والظاهر أنها أخبار. وقال أبو البقاء : و "خلق الإنسان" مستأنف وكذلك "علمه" يجوز أن يكون حالا من الإنسان مقدرة و"قد" معها مرادة. انتهى. وهذا ليس بظاهر بل الظاهر ما قدمته ولم يذكر الزمخشري غيره. فإن قيل: لم قدم تعليم القرآن للإنسان على خلقه وهو متأخر عنه في الوجود؟ قيل: لأن التعليم هو السبب في إيجاده وخلقه.

التالي السابق


الخدمات العلمية