صفحة جزء
[ ص: 358 ] آ . (115) قوله تعالى : وما يفعلوا : قرأ الأخوان وحفص : "يفعلوا " و "يكفروه " بالغيبة ، والباقون بالخطاب ، فالغيبة مراعاة لقوله : من أهل الكتاب أمة قائمة فجرى على لفظ الغيبة ، أخبرنا تعالى أن "ما يفعلوا " من خير بقي لهم غير مكفور . والخطاب على الرجوع إلى خطاب أمة محمد صلى الله عليه وسلم في قوله : "كنتم " . ويجوز أن يكون التفاتا من الغيبة في قوله أمة قائمة إلى آخره إلى خطابهم ، وذلك أنه آنسهم بهذا الخطاب ، ويؤيد ذلك أنه اقتصر على ذكر الخير دون الشر ليزيد في التأنيس ، ويدل على ذلك قراءة الأخوين ، فإنها كالنص في أن المراد قوله أمة قائمة .

و "كفر " يتعدى لواحد ، فكيف تعدى هنا لاثنين ، أولهما قام مقام الفاعل ، والثاني : الهاء في " يكفروه " ؟ فقيل : إنه ضمن معنى فعل يتعدى لاثنين وهو "حرم " فكأنه قيل : فلن تحرموه ، و "حرم " يتعدى لاثنين .

التالي السابق


الخدمات العلمية