صفحة جزء
آ. (41) وقرأ حماد بن أبي سليمان "بسيمائهم" بالمد. وتقدم الكلام على ذلك في آخر البقرة.

قوله: فيؤخذ بالنواصي "يؤخذ" متعد، ومع ذلك تعدى بالباء; [ ص: 176 ] لأنه ضمن معنى يسحب، قاله الشيخ . وسحب إنما يعدى بـ "على" قال تعالى: يسحبون في النار على وجوههم فكان ينبغي أن يقول: ضمن معنى يدعون، أي: يدفعون. وقال مكي : "إنما يقال: أخذت الناصية وأخذت بالناصية. ولو قلت: أخذت الدابة بالناصية لم يجز. وحكي عن العرب: أخذت الخطام، وأخذت بالخطام بمعنى. وقد قيل: إن تقديره: فيؤخذ كل واحد بالنواصي، وليس بصواب، لأنه لا يتعدى إلى مفعولين أحدهما بالباء، لما ذكرنا. وقد يجوز أن يتعدى إلى مفعولين أحدهما بحرف جر غير الباء نحو: أخذت ثوبا من زيد.

فهذا المعنى غير الأول، فلا يحسن مع الباء مفعول آخر، إلا أن تجعلها بمعنى: من أجل، فيجوز أن تقول: أخذت زيدا بعمرو، أي: من أجله وبذنبه. انتهى. وفيما قاله نظر، لأنك تقول: أخذت الثوب بدرهم، فقد تعدى بغير "من" أيضا بغير المعنى الذي ذكره.

وأل في النواصي والأقدام ليست عوضا من ضمير عند البصريين فالتقدير: بالنواصي منهم، وهي عند الكوفيين عوض. والناصية: مقدم الرأس. وقد تقدم هذا مستوفى في هود. وفي حديث عائشة رضي الله عنها: "ما لكم لا تنصون ميتكم"، أي: لا تمدون ناصيته. والنصي [ ص: 177 ] مرعى طيب. وقولهم: "فلان ناصية القوم" يحتمل أن يكون من هذا، يعنون أنه طيب منتفع به، أو مثل قولهم: هو رأس القوم.

التالي السابق


الخدمات العلمية