صفحة جزء
آ. (46) قوله: مقام ربه : يجوز أن يكون مصدرا، وأن يكون مكانا. فإن كان مصدرا، فيحتمل أن يكون مضافا لفاعله، أي: قيام ربه عليه وحفظه لأعماله من قوله: أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت ويروى هذا المعنى عن مجاهد ، وأن يكون مضافا لمفعوله. والمعنى: القيام بحقوق الله فلا يضيعها. وإن كان مكانا فالإضافة بأدنى ملابسة لما كان الناس يقومون بين يدي الله تعالى للحساب في عرصات القيامة. قيل: فيه مقام الله. والظاهر أن الجنتين لخائف واحد. وقيل: [ ص: 178 ] جنة لخائف الناس، وأخرى لخائف الجن، فيكون من باب التوزيع. وقيل "مقام" هنا مقحم والتقدير: ولمن خاف ربه وأنشد:


4186 -. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ونفيت عنه مقام الذئب كالرجل اللعين



أي: نفيت الذئب، وليس بجيد; لأن زيادة الاسم ليست بالسهلة.

التالي السابق


الخدمات العلمية