صفحة جزء
آ . (125) قوله تعالى : مسومين : كقوله : منزلين " . وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم بكسر الواو على اسم الفاعل ، والباقون بفتحها على اسم المفعول . فأما القراءة الأولى فتحتمل أن تكون من السوم وهو ترك الماشية ترعى ، والمعنى أنهم سوموا خيلهم أي : أعطوها سومها من الجري والجولان وتركوها كذلك كما يفعل من يسيم ماشيته في المرعى ، ويحتمل أن يكون من السومة وهي العلامة ، على معنى أنهم سوموا أنفسهم أو خيلهم ، ففي التفسير أنهم كانوا بعمائم بيض إلا جبريل فبعمامة صفراء ، وروي أنهم كانوا على خيل بلق . ورجح ابن جرير هذه القراءة بما ورد في الحديث عنه عليه السلام يوم بدر " تسوموا فإن الملائكة قد سومت " .

وأما القراءة الثانية فواضحة بالمعنيين المذكورين فمعنى السوم فيها : أن الله أرسلهم ، إذ الملائكة كانوا مرسلين من عند الله لنصرة نبيه والمؤمنين . حكى أبو زيد : سوم الرجل خيله : أي أرسلها ، وحكى بعضهم : " سومت غلامي "أي : أرسلته ، ولهذا قال أبو الحسن الأخفش : " معنى مسومين : مرسلين " . ومعنى السومة فيها أن الله تعالى سومهم أي : جعل عليهم علامة وهي العمائم ، أو الملائكة جعلوا خيلهم نوعا خاصا وهي البلق ، فقد سوموا خيلهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية