صفحة جزء
آ . (127) قوله تعالى : ليقطع : في متعلق هذه اللام سبعة أوجه : أحدها : أنها متعلقة بقوله : ولقد نصركم قاله الحوفي ، وفيه بعد لطول الفصل . الثاني : أنها متعلقة بالنصر في قوله : وما النصر إلا من عند الله وفيه نظر من حيث إنه قد فصل بين المصدر ومتعلقه بأجنبي وهو الخبر . الثالث : أنها متعلقة بما تعلق به الخبر وهو قوله : من عند الله والتقدير : وما النصر إلا كائن - أو إلا مستقر - من عند الله ليقطع . والرابع : أنها متعلقة بمحذوف تقديره : أمدكم أو - نصركم - ليقطع . الخامس : أنها معطوفة على قوله : " ولتطمئن " ، حذف حرف العطف لفهم المعنى كقوله : ثلاثة رابعهم كلبهم ، وعلى هذا فتكون الجملة من قوله : وما النصر إلا من عند الله اعتراضية بين المعطوف والمعطوف عليه ، وهو ساقط الاعتبار . السادس : أنها متعلقة بالجعل قاله ابن عطية . السابع : أنها متعلقة بقوله : " يمددكم " ، وفيه بعد للفواصل بينهما .

[ ص: 391 ] والطرف : المراد به جماعة وطائفة ، و " من الذين " يجوز أن يكون متعلقا بالقطع فتكون "من " لابتداء الغاية . ويجوز أن تتعلق بمحذوف على أنها وصف لـ "طرفا " وتكون "من " للتبعيض .

قوله : أو يكبتهم عطف على "ليقطع " . و "أو " قيل : على بابها من التفصيل أي : ليقطع طرفا من البعض ويكبت بعضا آخرين . وقيل : بل هي بمعنى الواو أي : يجمع عليهم الشيئين .

والكبت : الإصابة بمكروه . وقيل : هو الصرع للوجه واليدين ، وعلى هذين فالتاء أصلية ، وليست بدلا من شيء بل هي مادة مستقلة . وقيل : أصله من كبده إذا أصابه بمكروه ، أثر في كبده وجعا كقولك : رأسته أي : أصبت رأسه ويدل على ذلك قراءة لاحق بن حميد : "أو يكبدهم " بالدال ، والعرب تبدل التاء من الدال قالوا : هرت الثوب وهرده ، وسبت رأسه وسبده . وقد قيل : "إن قراءة لاحق أصلها التاء ، وإنما أبدلت دالا كقولهم : سبد رأسه وهرد الثوب ، والأصل فيهما : التاء " .

وقوله : فينقلبوا مرتب على ما تقدم . والخيبة : عدم الظفر بالمطلوب ، خاب يخيب خيبة . و " خائبين " نصب على الحال .

التالي السابق


الخدمات العلمية