صفحة جزء
آ. (14) قوله: ما هم منكم ولا منهم : يجوز في هذه الجملة ثلاثة أوجه، أحدها: أنها مستأنفة لا موضع لها من الإعراب. أخبر عنهم بأنهم ليسوا من المؤمنين الخلص. ولا من الكافرين الخلص، بل كقوله: مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء . فالضمير في "ما هم" عائد على الذين تولوا، وهم المنافقون. وفي "منهم" عائد على اليهود أي: الكافرين الخلص. والثاني: أنها حال من فاعل "تولوا" والمعنى: على ما تقدم أيضا. والثالث: أنها صفة ثانية لـ "قوما"، فعلى هذا يكون الضمير في "ما هم" عائدا على "قوما " ، وهم اليهود. والضمير في "منهم" عائد على الذين تولوا يعني: اليهود ليسوا منكم أيها المؤمنون، ولا من المنافقين، ومع ذلك تولاهم المنافقون، قاله ابن عطية. إلا أن فيه تنافر الضمائر; فإن الضمير في "ويحلفون" عائد على الذين تولوا، فعلى الوجهين الأولين تتحد الضمائر لعودها على الذين تولوا، وعلى الثالث تختلف كما عرفت تحقيقه.

قوله: وهم يعلمون جملة حالية أي: يعلمون أنه كذب فيمينهم يمين غموس لا عذر لهم فيها.

التالي السابق


الخدمات العلمية