صفحة جزء
آ . (133) قوله تعالى : وسارعوا : قرأ نافع وابن عامر : "سارعوا " دون واو . والباقون بواو العطف . فمن أسقطها استأنف الأخير بذلك ، أو أراد العطف ولكنه حذف العاطف للدلالة كقوله تعالى : ثلاثة رابعهم كلبهم . وقد تقدم ضعف هذا المذهب . ومن أثبت الواو عطف جملة أمرية على مثلها . وبعد اتباع الأثر في التلاوة اتبع كل رسم مصحفه فإن الواو ساقطة من مصاحف المدينة والشام ثابتة فيما عداها .

قوله : من ربكم صفة لـ "مغفرة " و "من " للابتداء مجازا . وقوله : عرضها السماوات لا بد من حذف أي : مثل عرض السماوات ، يدل عليه قوله : عرضها كعرض والجملة في محل جر صفة لـ "جنة " .

قوله : أعدت يجوز أن يكون محلها الجر صفة ثانية لـ "جنة " ، ويجوز أن يكون محلها النصب على الحال من "جنة " ؛ لأنها لما وصفت تخصصت فقربت من المعارف . قال أبو البقاء : "ويجوز أن تكون مستأنفة ، ولا يجوز أن تكون حالا من المضاف إليه لثلاثة أشياء ، أحدها : أنه لا عامل ، وما جاء من ذلك متأول على ضعفه . والثاني : العرض هنا لا يراد به المصدر الحقيقي بل [ ص: 395 ] يراد به المسافة . والثالث : أن ذلك يلزم منه الفصل بين الحال وبين صاحب الحال بالخبر " معنى بالخبر قوله "السماوات " وهو رد صحيح .

التالي السابق


الخدمات العلمية