آ. (10) قوله:
ولا هم يحلون لهن : قيل: هو تأكيد للأول لتلازمها. وقيل: أراد استمرار الحكم بينهم فيما يستقبل، كما هو في الحال ما داموا مشركين وهن مؤمنات. وقوله: "المؤمنات" تسمية للشيء بما يقاربه ويشارفه أو في الظاهر. وقرئ "مهاجرات" بالرفع وخرجت على البدل. الجملة من قوله:
الله أعلم بإيمانهن فائدتها: بيان أنه لا سبيل لكم إلى ما تطمئن به النفس ويثلج الصدر من الإحاطة
[ ص: 307 ] بحقيقة إيمانهن، فإن ذلك مما استأثر الله به. قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : وسمي الظن الغالب في قوله:
"علمتموهن" علما لما بينهما من القرب، كما يقع الظن موقعه. وتقدم ذلك في البقرة.
وقوله:
أن تنكحوهن أي: في أن. وقوله:
"إذا آتيتموهن" يجوز أن يكون ظرفا محضا، وأن يكون شرطا، جوابه مقدر أي: فلا جناح عليكم.
قوله:
ولا تمسكوا قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبو عمرو في آخرين بضم التاء وفتح الميم وشد السين، وباقي السبعة بتخفيفها من مسك وأمسك بمعنى واحد. ويقال: أمسكت الحبل إمساكا ومسكته تمسيكا. وفي التشديد مبالغة، والمخفف صالح لها أيضا. وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن وابن أبي ليلى nindex.php?page=showalam&ids=12114وأبو عمرو nindex.php?page=showalam&ids=16447وابن عامر في رواية عنهما "تمسكوا" بالفتح في الجميع وتشديد السين. والأصل: تتمسكوا بتاءين، فحذفت إحداهما. وعن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن أيضا "تمسكوا" مضارع مسك ثلاثيا. والعصم: جمع عصمة، والكوافر: جمع كافرة كضوارب في ضاربة. ويحكى عن
الكرخي الفقيه المعتزلي أنه قال: الكوافر يشمل الرجال والنساء. قال
nindex.php?page=showalam&ids=12095الفارسي: فقلت له: النحويون لا يرون هذا إلا في النساء جمع "كافرة"، فقال: أليس يقال: طائفة كافرة، وفرقة كافرة. قال
nindex.php?page=showalam&ids=12095أبو علي: فبهت وقلت: هذا
[ ص: 308 ] تأييد إلهي. قلت: وإنما أعجب بقوله لكونه معتزليا مثله. والحق أنه لا يجوز "كافرة" وصفا للرجال، إلا أن يكون الموصوف مذكورا نحو: هذه طائفة كافرة، أو في قوة المذكور. أما أنه يقال: "كافرة" باعتبار الطائفة غير المذكورة، ولا في قوة المذكورة بل لمجرد الاحتمال، ويجمع جمع فاعلة، فهذا لا يجوز. وقول
nindex.php?page=showalam&ids=12095الفارسي: "لا يرون هذا إلا في النساء" صحيح ولكنه الغالب. وقد يجمع فاعل وصف المذكر العاقل على فواعل وهو محفوظ نحو: فوارس ونواكس.
قوله:
يحكم بينكم فيه وجهان، أحدهما: أنه مستأنف لا محل له. والثاني: أنه حال من "حكم". والراجع: إما مستتر أي: يحكم هو أي: الحكم على المبالغة، وإما محذوف أي: يحكمه. وهو الظاهر.