آ. (10) قوله:
وأكن : قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبو عمرو "وأكون" بنصب الفعل عطفا على
"فأصدق" و"فأصدق" منصوب على جواب التمني في قوله:
"لولا أخرتني" والباقون "وأكن" مجزوما، وحذفت الواو لالتقاء الساكنين. واختلفت عبارات الناس في ذلك، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : "عطفا على محل "فأصدق" كأنه قيل: إن أخرتني أصدق وأكن". وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13366ابن عطية: عطفا على الموضع; لأن التقدير: إن أخرتني أصدق وأكن، هذا مذهب
nindex.php?page=showalam&ids=12095أبي علي الفارسي: فأما ما حكاه
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=14248الخليل فهو غير هذا وهو أنه جزم على توهم الشرط الذي يدل عليه التمني، ولا موضع هنا لأن الشرط ليس بظاهر، وإنما يعطف على الموضع حيث يظهر الشرط كقوله:
من يضلل الله فلا هادي له ويذرهم فمن جزم عطفه على موضع
فلا هادي له لأنه لو وقع موقعه فعل لانجزم. انتهى. وهذا الذي نقله عن
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه هو المشهور عند النحويين. ونظر
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه ذلك بقول
زهير: [ ص: 345 ] 4268- بدا لي أني لست مدرك ما مضى ولا سابق شيئا إذا كان جائيا
فخفض "ولا سابق" عطفا على "مدرك" الذي هو خبر ليس على توهم زيادة الباء فيه; لأنه قد كثر جر خبرها بالباء المزيدة، وهو عكس الآية الكريمة; لأنه في الآية جزم على توهم سقوط الفاء، وهنا خفض على توهم وجود الباء، ولكن الجامع توهم ما يقتضي جواز ذلك، ولكني لا أحب هذا اللفظ مستعملا في القرآن، فلا يقال: جزم على التوهم، لقبحه لفظا. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد: "رأيته في مصحف
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان "وأكن" بغير واو. وقد فرق الشيخ بين العطف على الموضع والعطف على التوهم بشيء فقال: "الفرق بينهما: أن العامل في العطف على الموضع موجود، وأثره مفقود، والعامل في العطف على التوهم مفقود، وأثره موجود". انتهى. قلت: مثال الأول: "هذا ضارب زيد وعمرا" فهذا من العطف على الموضع، فالعامل وهو "ضارب" موجود، وأثره وهو النصب مفقود. ومثال الثاني ما نحن فيه; فإن العامل للجزم مفقود، وأثره موجود. وأصرح منه بيت
زهير فإن الباء مفقودة وأثرها موجود، ولكن أثرها إنما ظهر في المعطوف لا في المعطوف عليه، وكذلك في الآية الكريمة. ومن ذلك بيت
امرئ القيس: 4269 - فظل طهاة اللحم من بين منضج صفيف شواء قدير معجل
[ ص: 346 ] فإنهم جعلوه من العطف على التوهم; وذلك: أنه توهم أنه أضاف"منضج" إلى "صفيف"، وهو لو أضافه إليه لجره فعطف "قدير" على "صفيف" بالجر توهما لجره بالإضافة.
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16531عبيد بن عمير "وأكون" برفع الفعل على الاستئناف، أي: وأنا أكون، وهذا عدة منه بالصلاح.
آ. (11) وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11948أبو بكر "بما يعملون" بالغيبة، والباقون بالخطاب، وهما واضحتان. وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي nindex.php?page=showalam&ids=10وعبد الله nindex.php?page=showalam&ids=15992وابن جبير "فأتصدق" وهي أصل قراءة العامة ولكن أدغمت التاء في الصاد.
[تمت بعونه تعالى سورة المنافقين]