آ. (6) قوله:
من حيث سكنتم : فيه وجهان، أحدهما: أن "من" للتبعيض. قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : مبعضها محذوف معناه: أسكنوهن مكانا من حيث سكنتم، أي: بعض مكان سكناكم، كقوله تعالى:
يغضوا من أبصارهم ، أي: بعض أبصارهم. قال
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة: "إن لم يكن إلا بيت واحد أسكنها في بعض جوانبه". والثاني: أنها لابتداء الغاية قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14183الحوفي nindex.php?page=showalam&ids=14803وأبو البقاء . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء : "والمعنى: تسببوا إلى إسكانهن من الوجه الذي تسكنون أنفسكم. ودل عليه قوله من وجدكم، والوجد: الغنى".
قوله:
من وجدكم فيه وجهان، أحدهما: أنه بدل من قوله "من حيث" بتكرير العامل، وإليه ذهب
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء كأنه قيل: أسكنوهن من سعتكم. والثاني: أنه عطف بيان لقوله
من حيث سكنتم ، وإليه ذهب
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري ، فإنه قال بعد أن أعرب "من حيث" تبعيضية كما تقدم، فإن قلت: وقوله
"من وجدكم" ؟ قلت: هو عطف بيان لقوله:
من حيث سكنتم ومفسر له كأنه قيل: أسكنوهن مكانا من مساكنكم مما تطيقونه.
[ ص: 357 ] والوجد الوسع والطاقة. وناقشه الشيخ : بأنه لم يعهد في عطف البيان إعادة العامل، إنما عهد هذا في البدل، ولذلك أعربه
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء بدلا. والعامة "وجدكم" بضم الواو،
nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن nindex.php?page=showalam&ids=13723والأعرج وأبو حيوة بفتحها،
والفياض بن غزوان nindex.php?page=showalam&ids=16723وعمرو بن ميمون nindex.php?page=showalam&ids=17379ويعقوب بكسرها، وهي لغات بمعنى. والوجد بفتح الواو: الحزن أيضا، والحب، والغضب.
قوله:
وأتمروا افتعلوا من الأمر يقال: ايتمر القوم وتآمروا، أي: أمر بعضهم بعضا. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي: ائتمروا: تشاوروا وتلا قوله تعالى:
إن الملأ يأتمرون بك وأنشد قول
امرئ القيس: 4274 -. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ويعدو على المرء ما يأتمر
قوله:
فسترضع قيل: هو خبر في معنى الأمر. والضمير في "له" للأب كقوله:
فإن أرضعن لكم ، والمفعول محذوف للعلم به، أي: فسترضع الولد لوالده امرأة أخرى. والظاهر أنه خبر على بابه.