صفحة جزء
آ. (27) قوله: رأوه : أي: الموعود أو العذاب زلفة أي: قريبا، فهو حال ولا بد من حذف مضاف أي: ذا زلفة، أو جعل نفس الزلفة مبالغة. وقيل: "زلفة" تقديره: مكانا ذا زلفة فينتصب انتصاب المصدر.

قوله: سيئت الأصل: ساء أي: أحزن وجوههم العذاب ورؤيته. ثم بني للمفعول. و"ساء" هنا ليست المرادفة لـ "بئس" كما عرفته فيما تقدم غير مرة. وأشم كسرة السين الضم نافع وابن عامر والكسائي، [ ص: 395 ] كما فعلوا ذلك في " سيء بهم " في هود، وقد تقدم، والباقون بإخلاص الكسر، وقد تقدم في أول البقرة تحقيق هذا وتصريفه، وأن فيه لغات، عند قوله: " وإذا قيل لهم " .

قوله: تدعون العامة على تشديد الدال مفتوحة. فقيل: من الدعوى أي: تدعون أنه لا جنة ولا نار، قاله الحسن . وقيل: من الدعاء أي: تطلبونه وتستعجلونه. وقرأ الحسن وقتادة وأبو رجاء والضحاك ويعقوب وأبو زيد وابن أبي عبلة ونافع في رواية الأصمعي بسكون الدال، وهي مؤيدة للقول: إنها من الدعاء في قراءة العامة.

التالي السابق


الخدمات العلمية