صفحة جزء
آ. (11) قوله: ومنا دون ذلك : فيه وجهان، أحدهما: أن "دون" بمعنى "غير"، أي: ومنا غير الصالحين، وهو مبتدأ، وإنما فتح لإضافته إلى غير متمكن، كقوله: لقد تقطع بينكم فيمن نصب على أحد الأقوال، وإلى هذا نحا الأخفش. والثاني: أن "دون" على بابها من الظرفية، وأنها صفة لمحذوف تقديره: ومنا فريق - أو فوج - دون ذلك وحذف الموصوف مع "من" التبعيضية يكثر كقولهم: منا ظعن ومنا أقام، أي: منا فريق. والمعنى: ومنا صالحون دون أولئك في الصلاح. [ ص: 492 ] قوله: كنا طرائق فيه أوجه، أحدها: أن التقدير: كنا ذوي طرائق، أي: ذوي مذاهب مختلفة. الثاني: أن التقدير: كنا في اختلاف أحوالنا مثل الطرائق المختلفة. الثالث: أن التقدير: كنا في طرائق مختلفة كقوله:


4353 -. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . كما عسل الطريق الثعلب



الرابع: أن التقدير: كانت طرائقنا قددا، على حذف المضاف الذي هو الطرائق، وإقامة الضمير المضاف إليه مقامه، قاله الزمخشري ، فقد جعل في ثلاثة أوجه مضافا محذوفا; لأنه قدر في الأول: ذوي، وفي الثاني: مثل، وفي الثالث: طرائقنا. ورد عليه الشيخ قوله: كنا في طرائق كقوله:


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .     كما عسل الطريق الثعلب



بأن هذا لا يجوز إلا في ضرورة أو ندور، فلا يخرج القرآن عليه، يعني تعدي الفعل بنفسه إلى ظرف المكان المختص.

والقدد: جمع قدة، والمراد بها الطريقة، وأصلها السيرة يقال: قدة فلان حسنة أي: سيرته وهو من قد السير أي: قطعه على استواء فاستعير للسيرة المعتدلة قال: [ ص: 493 ]

4354- القابض الباسط الهادي بطاعته     في فتنة الناس إذا أهواؤهم قدد



وقال آخر:


4355- جمعت بالرأي منهم كل رافضة     إذ هم طرائق في أهوائهم قدد



التالي السابق


الخدمات العلمية