صفحة جزء
آ. (13) قوله: فلا يخاف : أي: فهو لا يخاف، أي فهو غير خائف; ولأن الكلام في تقدير مبتدأ وخبر، دخلت الفاء، ولولا ذلك لقيل: لا يخف، قاله الزمخشري . ثم قال: "فإن قلت: أي فائدة في رفع الفعل وتقدير مبتدأ قبله، حتى يقع خبرا له، ووجوب إدخال الفاء، وكان كل لك مستغنى عنه بأن يقال لا يخف؟ قلت: الفائدة أنه إذا فعل ذلك فكأنه قيل: فهو لا يخاف، فكان دالا على تحقيق أن المؤمن ناج لا محالة، وأنه هو المختص بذلك دون غيره". قلت: سبب ذلك أن الجملة تكون اسمية حينئذ، والاسمية أدل على التحقيق والثبوت من الفعلية. وقرأ ابن وثاب والأعمش "فلا يخف" بالجزم، وفيها وجهان، أحدهما: ولم يذكر الزمخشري غيره أن "لا" ناهية، والفاء حينئذ [ ص: 494 ] واجبة. والثاني: أنها نافية، والفاء حينئذ زائدة، وهذا ضعيف.

وقوله: بخسا فيه حذف مضاف أي: جزاء بخس، كذا قدره الزمخشري ، وهو مستغنى عنه. وقرأ ابن وثاب "بخسا" بفتح الخاء.

التالي السابق


الخدمات العلمية