صفحة جزء
آ. (8 - 9) قوله: فإذا نقر : قال الزمخشري : "والفاء في قوله: "فإذا نقر" للتسبيب، كأنه قيل: اصبر على أذاهم، فبين أيديهم يوم عسير يلقون فيه [عاقبة] أذاهم، وتلقى فيه عاقبة صبرك عليه. والفاء في "فذلك" للجزاء". قلت: يعني أن الفاء في "فذلك" جزاء للشرط في قوله: "فإذا نقر". وفي العامل في "إذا" أوجه، أحدها: أنها متعلقة بـ "أنذر" أي: أنذرهم إذا نقر في الناقور، قاله الحوفي. وفيه نظر: من حيث إن الفاء تمنع من ذلك، ولو أراد تفسير المعنى لكان سهلا، لكنه في معرض تفسير الإعراب لا تفسير المعنى. [ ص: 539 ] الثاني: أن ينتصب بما دل عليه قوله: فذلك يومئذ يوم عسير . قال الزمخشري : "فإن قلت: بم انتصب "إذا"، وكيف صح أن يقع "يومئذ" ظرفا لـ "يوم عسير"؟ قلت: انتصب "إذا" بما دل عليه الجزاء; لأن المعنى: فإذا نقر في الناقور عسر الأمر على الكافرين. والذي أجاز وقوع يومئذ ظرفا لـ "يوم عسير" أن المعنى: فذلك يوم النقر وقوع يوم عسير; لأن يوم القيامة يقع ويأتي حين ينقر في الناقور". انتهى. ولا يجوز أن يعمل فيه نفس "عسير"; لأن الصفة لا تعمل فيما قبل موصوفها عند البصريين; ولذلك رد على الزمخشري قوله: "إن في أنفسهم" متعلق بـ "بليغا" في قوله تعالى: في سورة النساء وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا والكوفيون يجوزون ذلك وتقدم تحريره.

الثالث: أن ينتصب بما دل عليه "فذلك" لأنه إشارة إلى النقر، قاله أبو البقاء . ثم قال: "ويومئذ" بدل من "إذا" و"ذلك" مبتدأ والخبر "يوم عسير" أي: نقر يوم. الرابع: أن يكون "إذا" مبتدأ، و"فذلك" خبره. والفاء مزيدة فيه، وهو رأي الأخفش.

وأما "يومئذ" ففيه أوجه، أحدها: أن يكون بدلا من "إذا" وقد تقدم ذلك في الوجه الثالث. والثاني: أن يكون ظرفا لـ "يوم عسير" كما تقدم [ ص: 540 ] في الوجه الثاني. الثالث: أن يكون ظرفا لـ "ذلك" لأنه مشار به إلى النقر. الرابع: أنه بدل من "فذلك"، ولكنه مبني لإضافته إلى غير متمكن. الخامس: أن يكون مبتدأ "ويوم عسير" خبره، والجملة خبر "فذلك" .

التالي السابق


الخدمات العلمية