صفحة جزء
آ. (26) قوله: التراقي : مفعول "بلغت"، والفاعل مضمر [يعود] على النفس، وإن لم يجر لها ذكر، كقول حاتم:


4419- أماوي ما يغني الثراء عن الفتى إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر



أي: حشرجت النفس. وقيل في البيت: إن الدال على النفس ذكر جملة ما اشتمل عليها، وهو الغنى، فكذلك هنا ذكر الإنسان دال على النفس. والتراقي: جمع ترقوة، أصلها تراقو، قلبت واوها ياء لانكسار ما قبلها. والترقوة إحدى عظام الصدر، كذا قال الشيخ ، والمعروف غير ذلك. قال الزمخشري : "ولكل إنسان ترقوتان" فعلى هذا تكون [ ص: 579 ] من باب: غليظ الحواجب وعريض المناكب. والتراقي: موضع الحشرجة. قال:


4420- ورب عظيمة دافعت عنها     وقد بلغت نفوسهم التراقي



وقال الراغب : "الترقوة عظم وصل ما بين ثغرة النحر والعاتق". انتهى. وقال الزمخشري : "العظام المكتنفة لثغرة النحر عن يمين وشمال"، ووزنها فعلوة، فالتاء أصل والواو زائدة، يدل عليه إدخال أهل اللغة إياها في مادة "ترق". وقال أبو البقاء : "والتراقي: جمع ترقوة" وهي فعلوة، وليست تفعلة، إذ ليس في الكلام "رقو"، وقرئ "التراقي" بسكون الياء، وهي كقراءة زيد "تطعمون أهاليكم" وقد تقدم توجيهها.

التالي السابق


الخدمات العلمية