صفحة جزء
آ. (32) قوله: إنها : أي: إن جهنم; لأن السياق كله لأجلها. وقرأ العامة "بشرر" بفتح الشين وعدم الألف بين الراءين. وورش يرقق الراء الأولى لكسر التي بعدها. وقرأ ابن عباس وابن مقسم [ ص: 639 ] بكسر الشين وألف بين الراءين. وعيسى كذلك، إلا أنه فتح الشين. فقراءة ابن عباس يجوز أن تكون جمعا لشررة، وفعلة تجمع على فعال نحو: رقبة ورقاب ورحبة ورحاب، وأن تكون جمعا لشر، لا يراد به أفعل التفضيل. يقال: رجل شر ورجال شرار، ورجل خير ورجال خيار، ويؤنثان فيقال: امرأة شرة، وامرأة خيرة. فإن أريد بهما التفضيل امتنع ذلك فيهما، واختصا بأحكام مذكورة في كتب النحويين أي: ترمي بشرار من العذاب أو بشرار من الخلق.

وأما قراءة عيسى فهي جمع شرارة بالألف وهي لغة تميم. والشررة والشرارة: ما تطاير من النار متفرقا.

قوله: كالقصر العامة على فتح القاف وسكون الصاد، وهو القصر المعروف، شبهت به في كبره وعظمه. وابن عباس وتلميذاه ابن جبير وابن جبر، والحسن ، بفتح القاف والصاد، وهي جمع قصرة بالفتح، والقصرة: أعناق الإبل والنخل، وأصول الشجر. وقرأ ابن جبير والحسن أيضا بكسر القاف وفتح الصاد جمع "قصرة" يعني بفتح القاف. قال الزمخشري : "كحاجة وحوج" وقال الشيخ : "كحلقة من الحديد [ ص: 640 ] وحلق". وقرئ "كالقصر" بفتح القاف وكسر الصاد، ولم أر لها توجيها. ويظهر أن ذلك من باب الإتباع، والأصل: كالقصر بسكون الصاد، ثم أتبع الصاد حركة الراء فكسرها، وإذا كانوا قد فعلوا ذلك في المشغول بحركة نحو: كتف وكبد، فلأن يفعلوه في الخالي منها أولى. ويجوز أن يكون ذلك للنقل بمعنى: أنه وقف على الكلمة فنقل كسرة الراء إلى الساكن قبلها. ثم أجرى الوصل مجرى الوقف، وهو باب شائع عند القراء والنحاة. وقرأ عبد الله بضمهما. وفيها وجهان، أحدهما: أنه جمع قصر كرهن ورهن، قاله الزمخشري . والثاني: أنه مقصور من قصور كقوله:


4458- فيها عياييل أسود ونمر



يريد: ونمور فقصر. وكقوله: "النجم" يريد النجوم. وتخريج الزمخشري أولى; لأن محل الثاني: إما الضرورة، وإما الندور.

التالي السابق


الخدمات العلمية