صفحة جزء
[ ص: 479 ] آ . (168) قوله تعالى : الذين قالوا لإخوانهم : جوزوا في موضع "الذين " الألقاب الثلاثة : الرفع والنصب والجر ، فالرفع من ثلاثة أوجه ، أحدها : أن يكون مرفوعا على خبر مبتدأ محذوف تقديره : هم الذين . الثاني : أنه بدل من واو "يكتمون " . الثالث : أنه مبتدأ ، والخبر قوله : قل فادرءوا ولا بد من حذف عائد تقديره : قل لهم فادرؤوا . والنصب من ثلاثة أوجه أيضا ، أحدها : النصب على الذم أي أذم الذين قالوا . والثاني : أنه بدل من " الذين نافقوا " الثالث : أنه صفة لهم . والجر من وجهين : البدل من الضمير في "بأفواههم " ، أو من الضمير في "قلوبهم " كقول الفرزدق :


1490 - على حالة لو أن في القوم حاتما على جوده لضن بالماء حاتم



بجر " حاتم " على أنه بدل من الهاء في "جوده " ، وقد تقدم الخلاف في هذه المسألة .

وقال الشيخ : وجوزوا في إعراب "الذين " وجوها : الرفع على النعت لـ " الذين نافقوا " ، أو على أنه خبر لمبتدأ محذوف ، أو على أنه بدل من الواو في "يكتمون " ، والنصب فذكره إلى آخره . وهذا عجيب منه لأن "الذين نافقوا " منصوب بقوله "وليعلم " ، وهم في الحقيقة عطف على "المؤمنين " ، وإنما كرر العامل توكيدا ، والشيخ لا يخفى عليه ما هو أشكل من هذا ، فيحتمل أن يكون تبع غيره في هذا السهو ، وهو الظاهر في كلامه ، ولم ينظر في الآية اتكالا على ما رآه منقولا ، وكثيرا ما يقع الناس فيه ، وأن يعتقد أن "الذين " فاعل [ ص: 480 ] بقوله : "وليعلم " أي : "فعل الله ذلك ليعلم هو المؤمنين وليعلم المنافقون " ولكن مثل هذا لا ينبغي أن يجوز البتة .

قوله : وقعدوا يجوز في هذه الجملة وجهان أحدهما : أن تكون حالية من فاعل "قالوا " و "قد " مرادة ، أي : وقد قعدوا ، ومجيء الماضي حالا بالواو وقد ، أو بأحدهما ، أو بدونهما ثابت من لسان العرب . والثاني : أنها معطوفة على الصلة فتكون معترضة بين "قالوا " ومعمولها وهو "لو أطاعونا " .

التالي السابق


الخدمات العلمية