آ . (173) قوله تعالى :
الذين قال لهم الناس : فيه من الأوجه ما تقدم في "الذين " قبله ، إلا في رفعه بالابتداء .
قوله :
فزادهم إيمانا في فاعل "زاد " ثلاثة أوجه ، أظهرها : أنه ضمير يعود على المصدر المفهوم من "قال " أي : فزادهم القول بكيت وكيت إيمانا نحو :
اعدلوا هو أقرب للتقوى . والثاني : أنه يعود على المقول الذي
[ ص: 489 ] هو
إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم كأنه قيل : قالوا لهم هذا الكلام فزادهم إيمانا . الثالث : أنه يعود على الناس ، إذ أريد واحد فرد كما نقل في القصة ، وسبب النزول وهو
نعيم بن مسعود الأشجعي ، نقل هذه الثلاثة الأوجه
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري . واستضعف الشيخ الوجهين الأخيرين ، قال : "من حيث إن الأول لا يزيد إيمانا إلا النطق به لا هو في نفسه ، ومن حيث إن الثاني إذا أطلق على المفرد لفظ الجمع مجازا فإن الضمائر تجري على ذلك الجمع لا على المفرد . تقول : " مفارقه شابت "باعتبار الجمع ، ولا يجوز : " مفارقه شاب "باعتبار : مفرقه شاب " .
وفيما قاله الشيخ نظر ، لأن المقول هو الذي في الحقيقة حصل به زيادة الإيمان . وأما قوله : "تجري على الجمع لا على المفرد " فغير مسلم . ويعضده أنهم نصوا على أنه يجوز اعتبار لفظ الجمع الواقع موقع المثنى تارة ومعناه أخرى فأجازوا : "رؤوس الكبشين قطعتهن وقطعتهما " وإذا ثبت ذلك في الجمع الواقع موقع المثنى فليجز في الواقع موقع المفرد . ولقائل أن يفرق بينهما وهو أنه إنما جاز أن يراعى معنى التثنية المعبر عنها بلفظ الجمع لقربها منه ، من حيث إن كلا منهما فيه ضم شيء إلى مثله بخلاف المفرد فإنه بعيد من الجمع لعدم الضم فلا يلزم من مراعاة معنى التثنية في ذلك مراعاة معنى المفرد .
[ ص: 490 ] قوله :
وقالوا حسبنا الله عطف "قالوا " على "
فزادهم " والجملة بعد القول في محل النصب به . وقد تقدم أن "حسب " بمعنى اسم الفاعل أي : "محسب " بمعنى الكافي ، ولذلك كانت إضافته غير محضة عند قوله في البقرة :
فحسبه جهنم .
وقوله :
ونعم الوكيل المخصوص بالمدح محذوف أي الله .