صفحة جزء
آ . (174) قوله تعالى : بنعمة : فيه وجهان أحدهما : أنها متعلقة بنفس الفعل على أنها باء التعدية . والثاني : أنها تتعلق بمحذوف على أنها حال من الضمير في "انقلبوا " والباء على هذا للمصاحبة كأنه قيل : فانقلبوا ملتبسين بنعمة ومصاحبين لها .

قوله : لم يمسسهم سوء هذه الجملة في محل نصب على الحال أيضا ، وفي ذي الحال وجهان أحدهما : أنه فاعل "انقلبوا " أي : انقلبوا سالمين من السوء . والثاني : أنه الضمير المستكن في "بنعمة " إذا كانت حالا ، والتقدير : فانقلبوا منعمين بريئين من السوء ، والعامل فيها العامل في "بنعمة " فهما حالان متداخلتان ، والحال إذا وقعت مضارعا منفيا بـ "لم " وفيها ضمير ذي الحال جاز دخول الواو وعدمه ، فمن الأول قوله تعالى : أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شيء وقول كعب :


1493 - لا تأخذني بأقوال الوشاة ولم أذنب وإن كثرت في الأقاويل



[ ص: 491 ] ومن الثاني هذه الآية وقوله : ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا ، وقول قيس بن الأسلت :


1494 - وأضرب القونس يوم الوغى     بالسيف لم يقصر به باعي



وبهذا يعرف غلط الأستاذ ابن خروف حيث زعم أن الواو لازمة في مثل هذا ، سواء كان في الجملة ضمير أم لم يكن .

قوله : واتبعوا يجوز في هذه الجملة وجهان ، أحدهما : أنها عطف على " انقلبوا " . والثاني : أنها حال من فاعل "انقلبوا " أيضا ، ويكون على إضمار "قد " أي : وقد اتبعوا .

التالي السابق


الخدمات العلمية