صفحة جزء
آ. (6) قوله: كادح : الكدح: قال الزمخشري : "جهد النفس [في العمل] والكد فيه، حتى يؤثر فيها، ومنه كدح جلده إذا خدشه. ومعنى "كادح"، أي: جاهد إلى لقاء ربك وهو الموت". انتهى. وقال ابن مقبل:


4524- وما الدهر إلا تارتان فمنهما أموت وأخرى أبتغي العيش أكدح



وقال آخر:


4525- ومضت بشاشة كل عيش صالح     وبقيت أكدح للحياة وأنصب



وقال الراغب : وقد يستعمل الكدح استعمال الكدح بالأسنان. قال الخليل: الكدح دون الكدم. [ ص: 734 ] قوله: فملاقيه يجوز أن يكون عطفا على كادح. والتسبيب فيه ظاهر. ويجوز أن يكون خبر مبتدأ مضمر، أي: فأنت ملاقيه. وقد تقدم أنه يجوز أن يكون جوابا للشرط. وقال ابن عطية: "فالفاء على هذا عاطفة جملة الكلام على التي قبلها. والتقدير: فأنت ملاقيه"، يعني بقوله: "على هذا"، أي: على عود الضمير على كدحك. قال الشيخ : "ولا يتعين ما قاله، بل يجوز أن يكون من عطف المفردات". والضمير: إما للرب، وإما للكدح، أي: ملاق جزاء كدحك.

التالي السابق


الخدمات العلمية