صفحة جزء
آ . (184) قوله تعالى : فقد كذب رسل : ليس جوابا للشرط ، بل الجواب محذوف أي : فتسل "ونحوه ، لأن هذا قد مضى وتحقق ، وفيه [ ص: 519 ] كلام طويل تقدم لك نظيره . والجملة من " جاءوا "في محل رفع صفة لـ " رسل "و " من قبلك "متعلق بـ " كذب " . والباء في " بالبينات "تحتمل الوجهين كنظيرتها .

وقرأ جمهور الناس : " والزبر والكتاب "من غير ذكر باء الجر ، وقرأ ابن عامر : " وبالزبر "بإعادتها ، وهشام وحده عنه : " وبالكتاب "بإعادتها أيضا ، وهي في مصاحف الشاميين كقراءة ابن عامر - رحمه الله - . والخطب فيه سهل ، فمن لم يأت بها اكتفى بالعطف ، ومن أتى بها كان ذلك تأكيدا .

والزبر : جمع زبور بالفتح ، ويقال : زبور بالضم أيضا ، وهل هما بمعنى واحد أو مختلفان ؟ سيأتي الكلام عليهما في قوله : وآتينا داود زبورا في النساء .

واشتقاق اللفظة من " زبرت "أي : كتبت ، وزبرته قرأته ، وزبرته : حسنت كتابته ، وزبرته : زجرته ، فزبور بالفتح فعول بمعنى مفعول كالركوب بمعنى المركوب ، والحلوب بمعنى المحلوب ، قال امرؤ القيس :


1503 - لمن طلل أبصرته فشجاني كخط زبور في عسيب يماني



وقيل : اشتقاق اللفظ من الزبرة ، وهي قطعة الحديد المتروكة بحالها . و " المنير "اسم فاعل من أنار أي : أضاء .

التالي السابق


الخدمات العلمية