صفحة جزء
آ . (192) قوله تعالى : من تدخل : "من " شرطية مفعول مقدم واجب التقديم لأن له صدر الكلام ، و "تدخل " مجزوم بها . و فقد أخزيته جوابها . وحكى أبو البقاء عن بعضهم قولين غريبين . أحدهما : أن تكون "من " منصوبة بفعل مقدر يفسره قوله : "فقد أخزيته ، وهذا غلط ؛ لأن من شرط الاشتغال صحة تسلط ما يفسر على ما هو منصوب ، والجواب لا يعمل فيما قبل فعل الشرط ؛ لأنه لا يتقدم على الشرط . الثاني : أن " من "مبتدأ ، والشرط [ ص: 534 ] وجوابه خبر هذا المبتدأ ، وهذان الوجهان غلط . والله أعلم . وعلى الأقوال كلها فهذه الجملة الشرطية في محل رفع خبرا لـ " إن " .

ويقال : خزيته وأخزيته ثلاثيا ورباعيا ، والأكثر الرباعي ، وخزي الرجل يخزى خزيا إذا افتضح ، وخزاية إذا استحيا فالفعل واحد ، وإنما يتميز بالمصدر كما تقدم .

قوله : وما للظالمين من أنصار " من "زائدة لوجود الشرطين ، وفي مجرورها وجهان ، أحدهما : أنه مبتدأ وخبره الجار قبله ، وتقديمه هنا جائز لا واجب لأن النفي مسوغ ، وحسن تقديمه كون مبتدئه فاصلة . الثاني : أنه فاعل بالجار قبله لاعتماده على النفي ، وهذا جائز عند الجميع .

التالي السابق


الخدمات العلمية