آ . (199) قوله تعالى :
لمن يؤمن : اللام لام الابتداء دخلت على اسم "إن " لتأخره عنها . و
من أهل خبر مقدم ، و "من " يجوز أن تكون موصولة ، وهو الأظهر ، وموصوفة أي : لقوما ، و "يؤمن " صلة على الأول فلا محل له ، وصفة على الثاني فمحله النصب وأتى هنا بالصلة مستقبلة وإن كان ذلك قد مضى ، دلالة على الاستمرار والديمومة .
قوله :
خاشعين فيه أربعة أوجه ، أحدها : أنه حال من الضمير في "يؤمن " ، وجمعه حملا على معنى "من " كما جمع في قوله : "إليهم " ، وبدأ بالحمل على اللفظ في "يؤمن " على الحمل على المعنى لأنه الأولى . الثاني : أنه حال من الضمير في "إليهم " ، فالعامل فيه "أنزل " . الثالث : أنه حال من الضمير في "يشترون " ، وتقديم ما في حيز "لا " عليها جائز على الصحيح ، وتقدم شيء من ذلك في الفاتحة . الرابع : أنه صفة لـ "من " إذ قيل بأنها نكرة موصوفة ، وأما الأوجه فجائزة سواء كانت موصولة أو نكرة موصوفة .
قوله : "لله " فيه وجهان ، أحدهما : أنه متعلق بـ "
خاشعين " أي لأجل
[ ص: 550 ] الله . والثاني : أن يتعلق بـ "
لا يشترون " ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء ، قال : "وهو في نية التأخير ، أي : لا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا لأجل الله " .
قوله :
لا يشترون كقوله : "
خاشعين " إلا في الوجه الثالث لتعذره ، ونزيد عليه وجها آخر : وهو أن يكون حالا من الضمير المستكن في "خاشعين " أي : غير مشترين . وتقدم معنى الخشوع والاشتراء وما قيل فيه وفي الباء في البقرة .
قوله :
أولئك لهم أجرهم "أولئك " مبتدأ . وأما
لهم أجرهم ففيه ثلاثة أوجه ، أحدها : أن يكون "لهم " خبرا مقدما ، و "أجرهم " مبتدأ مؤخر ، والجملة خبر الأول ، وعلى هذا فالظرف فيه وجهان ، أحدهما : أنه متعلق بـ "أجرهم " ، والثاني : أنه حال من الضمير في "لهم " وهو ضمير الأجر لأنه واقع خبرا .
الوجه الثاني : أن يرتفع "أجرهم " بالجار قبله ، وفي الظرف الوجهان ، إلا أن الحال من "أجرهم " الظاهر ، لأن "لهم " لا ضمير فيه حينئذ . الثالث : أن الظرف هو خبر "أجرهم " و "لهم " متعلق بما تعلق به هذا الظرف من الثبوت والاستقرار . ومن هنا إلى آخر السورة تقدم إعراب نظائره .