صفحة جزء
آ . (32) و ما في قوله تعالى : ما فضل الله : موصولة أو نكرة موصوفة ، والعائد الهاء في "به " . و "بعضكم " مفعول بـ "فضل " و "على بعض " متعلق به .

قوله : واسألوا : الجمهور على إثبات الهمزة في الأمر من السؤال الموجه نحو المخاطب إذا تقدمه واو أو فاء نحو : فاسأل الذين واسألوا الله من فضله . وابن كثير والكسائي بنقل حركة الهمزة إلى السين تخفيفا لكثرة استعماله . فإن لم تتقدمه واو ولا فاء فالكل على النقل نحو : سل بني إسرائيل ، وإن كان لغائب فالكل على الهمز نحو : وليسألوا ما أنفقوا . ووهم ابن عطية فنقل اتفاق القراء على الهمز في نحو : واسألوا ما أنفقتم وليس اتفاقهم في هذا بل في وليسألوا ما أنفقوا كما تقدم . وتخفيف الهمز لغة الحجاز ، ويحتمل أن يكون ذلك من لغة من يقول : "سال يسال " بألف محضة ، وقد تقدم تحقيق ذلك في البقرة عند " سل بني إسرائيل " فعليك بالالتفات إليه ، وهذا إنما يتأتى في "سل " و "فسل " وأما "وسلوا " فلا يتأتى فيه ذلك ؛ لأنه كان ينبغي أن يقال : سالوا كخافوا ، وقد يقال : إنه التزم الحذف لكثرة الدور .

[ ص: 667 ] وهو يتعدى لاثنين ، والجلالة مفعول أول ، وفي الثاني قولان ، أحدهما : أنه محذوف فقدره ابن عطية : "أمانيكم " ، وقدره غيره : شيئا من فضله ، فحذف الموصوف وأبقى صفته نحو : "أطعمته من اللحم " أي : شيئا منه ، و "من " تبعيضية . والثاني : أن "من " زائدة ، والتقدير : واسألوا الله من فضله ، وهذا إنما يتمشى على رأي الأخفش لفقدان الشرطين ، وهما تنكير المجرور وكون الكلام غير موجب .

التالي السابق


الخدمات العلمية