صفحة جزء
آ . (35) قوله تعالى : شقاق بينهما : فيه وجهان ، أحدهما : أن الشقاق مضاف إلى "بين " ومعناها الظرفية ، والأصل : "شقاقا بينهما " ولكنه [ ص: 674 ] اتسع فيه فأضيف الحدث إلى ظرفه ، وظرفيته باقية نحو : سرني مسير الليلة ، ومنه مكر الليل . والثاني : أنه خرج عن الظرفية ، وبقي كسائر الأسماء كأنه أريد به المعاشرة والمصاحبة بين الزوجين ، وإلى هذا ميل أبي البقاء قال : "والبين هنا الوصل الكائن بين الزوجين " .

و من أهله فيه وجهان ، أحدهما : أنه متعلق بـ "ابعثوا " فهي لابتداء الغاية . والثاني : أن يتعلق بمحذوف لأنها صفة للنكرة أي : كائنا من أهله فهي للتبعيض .

قوله : إن يريدا الضميران في "يريدا " و "بينهما " يجوز أن يعودا على الزوجين أي : إن يرد الزوجان إصلاحا يوفق الله بين الزوجين ، وأن يعودا على الحكمين ، وأن يعود الأول على الحكمين ، والثاني على الزوجين ، وأن يكون بالعكس ، وأضمر الزوجان وإن لم يجر لهما ذكر لدلالة ذكر الرجال والنساء عليهما . وجعل أبو البقاء الضمير في "بينهما " عائدا على الزوجين فقط ، سواء قيل بأن ضمير " يريدا " عائد على الحكمين أو الزوجين .

التالي السابق


الخدمات العلمية