صفحة جزء
[ ص: 5 ] آ. ( 50 ) قوله تعالى: انظر كيف يفترون "كيف" منصوب بـ "يفترون"، وتقدم الخلاف فيه، والجملة في محل نصب بعد إسقاط الخافض؛ لأنها معلقة لـ "انظر"، و "انظر" يتعدى بـ "في"؛ لأنها هنا ليست بصرية. و "على الله" متعلق بـ "يفترون"، وأجاز أبو البقاء أن يتعلق بمحذوف على أنه حال من "الكذب"، قدم عليه، قال: ولا يجوز أن يتعلق بالكذب؛ لأن معمول المصدر لا يتقدم عليه، فإن جعل على التبيين جاز. وجوز ابن عطية أن تكون "كيف" مبتدأ، والجملة من قوله: "يفترون" الخبر، وهذا فاسد؛ لأن "كيف" لا ترفع بالابتداء، وعلى تقدير ذلك فأين الرابط بينها وبين الجملة الواقعة خبرا عنها ؟ ولم تكن نفس المبتدإ حتى تستغني عن رابط. و "إثما" تمييز، والضمير في "به" عائد على الكذب، وقيل: على الافتراء، وجعله الزمخشري عائدا على زعمهم، يعني: من حيث التقدير.

التالي السابق


الخدمات العلمية