صفحة جزء
آ. ( 61 ) قوله تعالى: رأيت : فيها وجهان، أحدهما: أنها من رؤية البصر؛ أي: مجاهرة وتصريحا. والثاني: أنها من رؤية القلب؛ أي: "علمت". فـ "يصدون" في محل نصب على الحال على القول الأول، وفي محل المفعول الثاني على الثاني. و "صدودا" فيه وجهان، أحدهما: أنه اسم مصدر، والمصدر إنما هو الصد، وهذا اختيار ابن عطية، وعزاه مكي [ ص: 16 ] للخليل بن أحمد. والثاني: أنه مصدر بنفسه، يقال: صد صدا وصدودا، وقال بعضهم: الصدود: مصدر "صد" اللازم، و "الصد" مصدر "صد" المتعدي، نحو: فصدهم عن السبيل ، والفعل هنا متعد بالحرف لا بنفسه؛ فلذلك جاء مصدره على فعول؛ لأن فعولا غالبا للازم. وهذا فيه نظر؛ إذ لقائل أن يقول: هو هنا متعد، غاية ما فيه أنه حذف المفعول؛ أي: يصدون غيرهم - أو المتحاكمين عندك - صدودا، وأما فعول فجاء في المتعدي، نحو: لزمه لزوما، وفتنه فتونا.

التالي السابق


الخدمات العلمية