صفحة جزء
آ. ( 86 ) والتحية في الأصل: الملك. قال:


1629 - أؤم بها أبا قابوس حتى أنيخ على تحيته بجندي



وقال آخر: [ ص: 57 ]


1630 - ولكل ما نال الفتى     قد نلته إلا التحية



ويقال: التحية: البقاء والملك، ومنه: التحيات لله، ثم استعملت في السلام مجازا، ووزنها تفعلة، والأصل: تحيية، فأدغمت، وهذا الإدغام واجب خلافا للمازني، وأصل الأصل تحيي؛ لأنه مصدر حيا، وحيا: فعل، وفعل مصدره على التفعيل، إلا أن يكون معتل اللام نحو: زكى وغطى [ فإنه تحذف إحدى الياءين ] ويعوض منها تاء التأنيث، فيقال: تزكية وتغطية، إلا ما شذ من قوله:


1631 - باتت تنزي دلوها تنزيا     كما تنزي شهلة صبيا



إلا أن هذا الشذوذ لا يجوز مثله في نحو "حيا"؛ لاعتلال عينه ولامه بالياء، وألحق بعضم ما لامه همزة بالمعتلها، نحو: نبأ تنبئة وخبأ تخبئة. ومثلها: أعيية وأعية، جمع عيي. وقال الراغب: وأصل التحية من الحياة، ثم جعل كل دعاء تحية لكون جميعه غير خارج عن حصول الحياة أو سبب الحياة. وأصل التحية أن تقول: حياك الله، ثم استعمل في عرف الشرع في دعاء مخصوص.

وقوله تعالى: أو ردوها ؛ أي: ردوا مثلها؛ لأن رد عينها محال، فحذف [ ص: 58 ] المضاف نحو: واسأل القرية . وأصل حيووا: حييوا، فاستثقلت الضمة على الياء، فحذفت الضمة فالتقى ساكنان الياء والواو، فحذفت الياء وضم ما قبل الواو. وقوله: "بأحسن"؛ أي: بتحية أحسن من تلك التحية الأولى.

التالي السابق


الخدمات العلمية