آ. ( 94 ) قوله تعالى:
فتبينوا قرأ الأخوان من التثبت، والباقون من البيان، قيل: هما متقاربان؛ لأن من تثبت في الشيء تبينه، قاله
[ ص: 74 ] nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد، وصححه
nindex.php?page=showalam&ids=13366ابن عطية. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12095الفارسي: التثبت هو خلاف الإقدام، والمراد التأني، والتثبت أشد اختصاصا بهذا الموضع، يدل عليه قوله:
"وأشد تثبيتا"؛ أي: أشد وقعا لهم عما وعظوا به بأن لا يقدموا عليه، فاختار قراءة الأخوين. وعكس قوم فرجحوا قراءة الجماعة، قالوا: لأن المثبت قد لا يتبين. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14343الراغب: لأنه قل ما يكون إلا بعد تثبت، وقد يكون التثبت ولا تبين، وقد قوبل بالعجلة في قوله عليه السلام: "
التبين من الله والعجلة من الشيطان ". قلت: فهذا يقوي قراءة الأخوين أيضا. وتفعل في كلتا القراءتين بمعنى استفعل الدال على الطلب؛ أي: اطلبوا التثبيت أو البيان.
وقوله:
"لمن ألقى" اللام للتبليغ هنا، و "من" موصولة أو موصوفة، و "ألقى" هنا ماضي اللفظ، إلا أنه بمعنى المستقبل؛ أي: لمن يلقي؛ لأن النهي لا يكون عما وقع وانقضى، والماضي إذا وقع صلة صلح للمضي والاستقبال. وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=17192نافع nindex.php?page=showalam&ids=16447وابن عامر nindex.php?page=showalam&ids=15760وحمزة : "السلم" بفتح السين واللام من غير ألف، وباقي السبعة: " السلام " بألف، وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم: "السلم" بكسر السين وسكون اللام. فأما "السلام" فالظاهر أنه التحية. وقيل: الاستسلام والانقياد، والسلم - بفتحهما -: الانقياد فقط، وكذا "السلم" بالكسر والسكون.
والجحدري بفتحها وسكون اللام، وقد تقدم القول فيها في البقرة، فعليك بالالتفات إليه. والجملة من قوله:
"لست مؤمنا" في محل
[ ص: 75 ] نصب بالقول. والجمهور على كسر الميم الثانية من "مؤمنا" اسم فاعل،
nindex.php?page=showalam&ids=11962وأبو جعفر بفتحها اسم مفعول؛ أي: نؤمنك في نفسك، وتروى هذه القراءة عن
nindex.php?page=showalam&ids=8علي، nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس، nindex.php?page=showalam&ids=17344ويحيى بن يعمر.
قوله:
"تبتغون" في محل نصب على الحال من فاعل "يقولوا"؛ أي: لا تقولوا ذلك مبتغين. قوله: "كذلك" هذا خبر لـ "كان" قدم عليها وعلى اسمها؛ أي: كنتم من قبل الإسلام مثل من أقدم ولم يتثبت. وقوله:
"فمن الله" الظاهر أن هذه الجملة من تتمة قوله:
كذلك كنتم من قبل ، فهي معطوفة على الجملة قبلها. وقيل: بل هي من تتمة قوله: "تبتغون"، والأول أظهر. وقوله:
"فتبينوا" قرئت كالتي قبلها، فقيل: هي تأكيد لفظي للأولى، وقيل: ليست للتأكيد لاختلاف متعلقهما، فإن تقدير الأول: فتبينوا في أمر من تقتلونه، وتقدير الثاني: فتبينوا نعمة الله، أو تثبتوا فيها، والسياق يدل على ذلك، ولأن الأصل عدم التأكيد. والجمهور على كسر همزة " إن الله " ، وقرئ بفتحها على أنها معمولة لـ "تبينوا" أو على حذف لام العلة، وإن كان قد قرئ بالفتح مع التثبيت، فيكون على لام العلة لا غير. والمغانم: جمع مغنم، وهو يصلح للمصدر والزمان والمكان، ثم يطلق على [ كل ] ما يؤخذ من مال العدو في الغزو، إطلاقا للمصدر على اسم المفعول، نحو: ضرب الأمير.