آ. ( 97 ) قوله تعالى:
إن الذين توفاهم "توفاهم" يجوز أن يكون ماضيا، وإنما لم تلحق علامة التأنيث للفعل؛ لأن التأنيث مجازي، ويدل على كونه فعلا ماضيا قراءة: "توفتهم" بتاء التأنيث، ويجوز أن يكون مضارعا حذفت إحدى التاءين منه، والأصل: تتوفاهم.
و "ظالمي" حال من ضمير "توفاهم"، والإضافة غير محضة، إذ الأصل: ظالمين أنفسهم. وفي خبر "إن" هذه ثلاثة أوجه، أحدها: أنه محذوف، تقديره: إن الذين توفاهم الملائكة هلكوا، ويكون قوله:
قالوا فيم كنتم مبينا لتلك الجملة المحذوفة. الثاني: أنه
فأولئك مأواهم جهنم ودخلت الفاء زائدة في الخبر تشبيها للموصول باسم الشرط، ولم تمنع "إن" من ذلك،
nindex.php?page=showalam&ids=13674والأخفش يمنعه، وعلى هذا فيكون قوله:
قالوا فيم كنتم إما صفة لـ " ظالمي " ، أو حالا للملائكة، و "قد" معه مقدرة عند من يشترط ذلك، وعلى القول بالصفة فالعائد محذوف؛ أي: ظالمين أنفسهم قائلا لهم الملائكة. والثالث: أنه "قالوا فيم كنتم"، ولا بد من تقدير العائد أيضا؛ أي: قالوا لهم كذا، و " فيم " خبر " كنتم " ، وهي "ما" الاستفهامية حذفت ألفها حين جرت، وقد تقدم تحقيق ذلك عند قوله:
فلم تقتلون أنبياء الله ، والجملة من قوله:
"فيم كنتم" في محل نصب بالقول. "وفي الأرض" متعلق بـ
"مستضعفين"، [ ص: 79 ] ولا يجوز أن يكون "في الأرض" هو الخبر، و "مستضعفين" حالا، كما يجوز ذلك في نحو: كان زيد قائما في الدار؛ لعدم الفائدة في هذا الخبر.
قوله:
"فتهاجروا" منصوب في جواب الاستفهام، وقد تقدم تحقيق ذلك. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء: "ألم تكن" استفهام بمعنى التوبيخ،
"فتهاجروا" منصوب على جواب الاستفهام؛ لأن النفي صار إثباتا بالاستفهام. انتهى. قوله: "لأن النفي" إلى آخره، لا يظهر تعليلا؛ لقوله: منصوب على جواب الاستفهام؛ لأن ذلك لا يصح، وكذا لا يصح جعله علة؛ لقوله: بمعنى التوبيخ. و "ساءت": قد تقدم القول في "ساء"، وأنها تجري مجرى "بئس"، فيشترط في فاعلها ما يشترط في فاعل تيك. و "مصيرا" تمييز.