آ. ( 98 ) قوله تعالى:
إلا المستضعفين : في هذا الاستثناء قولان، أحدهما: أنه متصل، والمستثنى منه قوله:
فأولئك مأواهم جهنم ، والضمير يعود على المتوفين ظالمي أنفسهم، قال هذا القائل: كأنه قيل: فأولئك في جهنم إلا المستضعفين، فعلى هذا يكون استثناء متصلا. والثاني - وهو الصحيح -: أنه منقطع؛ لأن الضمير في "مأواهم" عائد على قوله:
إن الذين توفاهم وهؤلاء المتوفون: إما كفار أو عصاة بالتخلف، على ما قال المفسرون، وهم قادرون على الهجرة، فلم يندرج فيهم المستضعفون، فكان منقطعا. و "من الرجال" حال من “المستضعفين"، أو من الضمير المستتر فيهم، فيتعلق بمحذوف.
قوله:
لا يستطيعون حيلة في هذه الجملة أربعة أوجه، أحدها: أنها مستأنفة جواب لسؤال مقدر، كأنه قيل: ما وجه استضعافهم ؟ فقيل: كذا.
[ ص: 80 ] والثاني: أنها حال. قال
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء: حال مبينة عن معنى الاستضعاف. قلت: كأنه يشير إلى المعنى الذي قدمته في كونها جوابا لسؤال مقدر. والثالث: أنها مفسرة لنفس المستضعفين؛ لأن وجوه الاستضعاف كثيرة، فبين بأحد محتملاته، كأنه قيل: إلا الذين استضعفوا بسبب عجزهم عن كذا وكذا. والرابع: أنها صفة للمستضعفين أو للرجال ومن بعدهم، ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري، واعتذر عن وصف ما عرف بالألف واللام بالجمل التي في حكم النكرات بأن المعرف بهما لما لم يكن معينا، جاز ذلك فيه، كقوله:
1642 - ولقد أمر على اللئيم يسبني ... ... ... ...
وقد قدمت تقرير المسألة مرارا.