صفحة جزء
آ. ( 102 ) والضمير في فيهم يعود على الضاربين في الأرض، وقيل: على الخائفين، وهما محتملان، والضمير في "وليأخذوا" الظاهر عوده على "طائفة" لقربه منها، ولأن الضمير في قوله: "سجدوا" لها. وقيل: يعود على طائفة أخرى وهي التي تحرس المصلية. واختار الزجاج عوده على الجميع، قال: لأنه أهيب للعدو. والسلاح: ما يقاتل به، وجمعه أسلحة، وهو مذكر، وقد يؤنث باعتبار الشوكة، قال الطرماح:


1650 - يهز سلاحا لم يرثها كلالة يشك بها منها غموض المغابن



فأعاد الضمير عليه كضمير المؤنثة، ويقال: سلاح كحمار، وسلح كضلع، وسلح كصرد، وسلحان كسلطان، نقلهأبو بكر بن دريد. والسليح: نبت إذا رعته الإبل سمنت وغزر لبنها، وما يلقيه البعير من جوفه يقال له: [ ص: 85 ] "سلاح" بزنة غلام، ثم عبر به عن كل عذرة، حتى قيل في الحبارى: "سلاحه سلاحه".

قوله: "لم يصلوا" الجملة في محل رفع؛ لأنها صفة لـ "طائفة" بعد صفة، ويجوز أن يكون في محل نصب على الحال؛ لأن النكرة قبلها تخصصت بالوصف بأخرى. وقرأ الحسن : "فلتقم" بكسر لام الأمر، وهو الأصل. وقرأ أبو حيوة : "وليأت" بناء على تذكير الطائفة. وروي عن أبي عمرو الإظهار والإدغام في "ولتأت طائفة"، ووجوه هذه واضحة. وفي قوله: وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم مجاز، حيث جعل الحذر - وهو معنى من المعاني - مأخوذا مع الأسلحة فجعله كالآلة، وهو كقوله تعالى: تبوءوا الدار والإيمان في أحد الأوجه. وقد تقدم الكلام في "لو" الواقعة بعد "ود" هنا وفي البقرة، وقرئ: "أمتعاتكم" وهو الشذوذ من حيث إنه جمع الجمع، كقولهم: أسقيات وأعطيات. وقوله: "أن تضعوا"، كقوله: "أن تقصروا" وقد تقدم.

التالي السابق


الخدمات العلمية