آ. ( 52 ) قوله تعالى:
فترى الذين الجمهور على "ترى" بتاء الخطاب، و "الذين" مفعول، فإن كانت الرؤية بصرية أو عرفانية - فيما نقله
[ ص: 300 ] أبو البقاء وفيه نظر - فتكون الجملة من
"يسارعون" في محل نصب على الحال من الموصول، وإن كانت قلبية فيكون "يسارعون" مفعولا ثانيا. وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12354النخعي nindex.php?page=showalam&ids=17340وابن وثاب: "فيرى" بالياء، وفيها تأويلان، أظهرهما: أن الفاعل ضمير يعود على الله تعالى، وقيل: على الرأي من حيث هو، و "يسارعون" بحالتها. والثاني: أن الفاعل نفس الموصول، والمفعول هو الجملة من قوله: "يسارعون"، وذلك على تأويل حذف "أن" المصدرية، والتقدير: ويرى القوم الذين في قلوبهم مرض أن يسارعوا، فلما حذفت "أن" رفع الفعل، كقوله:
1742 - ألا أيهذا الزاجري أحضر الوغى ... ... ... ...
أجاز ذلك
nindex.php?page=showalam&ids=13366ابن عطية، إلا أن هذا غير مقيس، إذ لا تحذف "أن" عند البصريين إلا في مواضع محفوظة. وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش: "يسرعون" من أسرع. و "يقولون" في محل نصب على الحال من فاعل "يسارعون"، و "نخشى" في محل نصب بالقول، و
"أن تصيبنا" في محل نصب بالمفعول؛ أي: نخشى إصابتنا. والدائرة صفة غالبة لا يذكر موصوفها، والأصل: داورة؛ لأنها من دار يدور. قوله:
"أن يأتي" في محل نصب؛ إما على الخبر لـ "عسى"، وهو رأي
nindex.php?page=showalam&ids=13674الأخفش، وإما على أنها مفعول به، وهو رأي
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه؛ لئلا يلزم الإخبار عن الجثة بالحدث في قولك: عسى زيد أن يقوم، وأجاز
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء أن يكون
"أن يأتي" في محل رفع على البدل من اسم "عسى"، وفيه نظر.
[ ص: 301 ]
قوله:
"فيصبحوا" فيه وجهان، أظهرهما: أنه منصوب عطفا على "يأتي" المنصوب بـ "أن"، والذي سوغ ذلك وجود الفاء السببية، ولولاها لم يجز ذلك؛ لأن المعطوف على الخبر خبر، و
"أن يأتي" خبر "عسى"، وفيه راجع عائدة على اسمها، وقوله:
"فيصبحوا" ليس فيه ضمير يعود على اسمها، فكان من حق المسألة الامتناع، لكن الفاء للسببية، فجعلت الجملتين كالجملة الواحدة، وذلك جار في الصلة نحو: الذي يطير فيغضب زيد الذباب، والصفة نحو: مررت برجل يبكي فيضحك عمرو، والخبر نحو: زيد يبكي فيضحك خالد، ولو كان العاطف غير الفاء لم يجز ذلك. والثاني: أنه منصوب بإضمار "أن" بعد الفاء في جواب التمني، قالوا: لأن "عسى" تمن وترج في حق البشر. و
"على ما أسروا" متعلق بـ
"نادمين"، و "نادمين" خبر "أصبح".