صفحة جزء
آ. ( 5 ) قوله تعالى: فقد كذبوا الفاء هنا للتعقيب، يعني: أن الإعراض عن الآيات أعقبه التكذيب. وقال الزمخشري : "فقد كذبوا" مردود على كلام محذوف، كأنه قيل: إن كانوا معرضين عن الآيات فقد كذبوا بما هو أعظم آية وأكبرها". قال الشيخ: "ولا ضرورة تدعو إلى هذا مع انتظام الكلام". وقوله: "بالحق" من إقامة الظاهر مقام المضمر؛ إذ الأصل: فقد كذبوا بها؛ أي: بالآية. والأنباء جمع نبأ، وهو ما يعظم وقعه من الأخبار. وفي الكلام حذف؛ أي: يأتيهم مضمون الأنباء. و "به" متعلق بخبر "كانوا". و "لما" حرف وجوب أو ظرف زمان، والعامل فيه "كذبوا".

و "ما" يجوز أن تكون موصولة اسمية، والضمير في "به" عائد عليها، [ ص: 535 ] ويجوز أن تكون مصدرية، قاله ابن عطية ؛ أي: أنباء كونهم مستهزئين، وعلى هذا فالضمير لا يعود عليها لأنها حرفية، بل يعود على الحق، وعند الأخفش يعود عليها لأنها اسم عنده.

التالي السابق


الخدمات العلمية