آ. ( 36 ) قوله تعالى:
والموتى يبعثهم الله : فيه ثلاثة أوجه، أظهرها: أنها جملة من مبتدأ وخبر سيقت للإخبار بقدرته، وأن من قدر على بعث الموتى يقدر على إحياء قلوب الكفرة بالإيمان، فلا تتأسف على من كفر. والثاني: أن "الموتى" منصوب بفعل مضمر يفسره الظاهر بعده، ورجح هذا الوجه على الرفع بالابتداء لعطف جملة الاشتغال على جملة فعلية قبلها، فهو نظير:
والظالمين أعد لهم عذابا أليما ، بعد قوله: "يدخل". والثالث: أنه مرفوع نسقا على الموصول قبله، والمراد بالموتى: الكفار؛ أي: إنما يستجيب المؤمنون السامعون من أول وهلة، والكافرون الذين يجيبهم الله تعالى بالإيمان ويوفقهم له، وعلى هذا فتكون الجملة من قوله:
"يبعثهم الله" في محل نصب على الحال، إلا أن هذا القول يبعده قوله تعالى:
"ثم إليه يرجعون"، إلا أن يكون من ترشيح المجاز، وتقدمت له نظائر.
[ ص: 611 ]
وقرئ: "يرجعون" من رجع اللازم.