آ. ( 44 ) قوله تعالى:
فتحنا قرأ الجمهور: "فتحنا" مخففا،
nindex.php?page=showalam&ids=16447وابن عامر: "فتحنا" مثقلا، والتثقيل مؤذن بالتكثير؛ لأن بعده "أبواب" فناسب التكثير، والتخفيف هو الأصل. وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16447ابن عامر أيضا في الأعراف: "لفتحنا"، وفي القمر: "ففتحنا أبواب" بالتشديد أيضا، وشدد أيضا
"فتحت يأجوج"، والخلاف أيضا في
"فتحت أبوابها" في الزمر في الموضعين،
"وفتحت السماء" في النبإ، فإن الجماعة وافقوا
nindex.php?page=showalam&ids=16447ابن عامر على تشديدها، ولم يقرأها بالتخفيف إلا الكوفيون، فقد جرى
nindex.php?page=showalam&ids=16447ابن عامر على نمط واحد في هذا الفعل، والباقون شددوا في المواضع الثلاثة المشار إليها، وخففوا في الباقي جمعا بين اللغتين.
قوله:
"فإذا هم مبلسون": "إذا" هي الفجائية، وفيها ثلاثة مذاهب،
[ ص: 635 ] مذهب
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه : أنها ظرف مكان، ومذهب جماعة منهم والرياشي: أنها ظرف زمان، ومذهب الكوفيين : أنها حرف. فعلى تقدير كونها ظرفا مكانا أو زمانا الناصب لها خبر المبتدإ؛ أي: أبلسوا في مكان إقامتهم أو في زمانها.
والإبلاس: الإطراق، وقيل: هو الحزن المعترض من شدة البأس، ومنه اشتق "إبليس"، وقد تقدم في موضعه، وأنه هل هو أعجمي أم لا ؟
قوله:
"فقطع دابر" الجمهور على "فقطع" مبنيا للمفعول. "دابر" مرفوع به. وقرأ عكرمة: "قطع" مبنيا للفاعل وهو الله تعالى، "دابر" مفعول به، وفيه التفات؛ إذ هو خروج من تكلم في قوله: "أخذناهم" إلى غيبة. والدابر: التابع من خلف، يقال: دبر الولد والده، ودبر فلان القوم يدبرهم دبورا ودبرا. وقيل: الدابر: الأصل، يقال: قطع الله دابره؛ أي: أصله، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد: "دابر القوم آخرهم"، وأنشدوا
لأمية بن أبي الصلت: 1928 - فاستؤصلوا بعذاب حص دابرهم فما استطاعوا له صرفا ولا انتصروا
ومنه: دبر السهم الهدف؛ أي: سقط خلفه.