آ. ( 63 ) قوله تعالى:
قل من ينجيكم : قرأ السبعة هذه مشددة:
"قل الله ينجيكم": قرأها الكوفيون،
nindex.php?page=showalam&ids=17246وهشام بن عمار، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16447ابن عامر مشددة
[ ص: 669 ] كالأولى، وقرأ الثنتين بالتخفيف من "أنجى"
حميد بن قيس، nindex.php?page=showalam&ids=17379ويعقوب، وعلي بن نصر، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبي عمرو، وتحصل من ذلك أن الكوفيين
وهشاما يثقلون في الموضعين، وأن
حميدا ومن معه يخففون فيهما، وأن
nindex.php?page=showalam&ids=17192نافعا، nindex.php?page=showalam&ids=16456وابن كثير، nindex.php?page=showalam&ids=12114وأبا عمرو، وابن ذكوان، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16447ابن عامر يثقلون الأولى ويخففون الثانية، والقراءات واضحة، فإنها من نجى وأنجى، فالتضعيف والهمزة كلاهما للتعدية، فالكوفيون
nindex.php?page=showalam&ids=17246وهشام التزموا التعدية بالتضعيف،
وحميد وجماعته التزموها بالهمزة، والباقون جمعوا بين التعديتين جمعا بين اللغتين، كقوله تعالى:
فمهل الكافرين أمهلهم رويدا . والاستفهام للتقرير والتوبيخ، وفي الكلام حذف مضاف؛ أي: من مهالك ظلمات أو من مخاوفها، والظلمات كناية عن الشدائد.
قوله:
"تدعونه" في محل نصب على الحال: إما من مفعول "ينجيكم" وهو الظاهر؛ أي: ينجيكم داعين إياه، وإما من فاعله؛ أي: مدعوا من جهتكم.
قوله:
"تضرعا وخفية" يجوز فيهما وجهان، أحدهما: أنهما مصدران في موضع الحال؛ أي: تدعونه متضرعين ومخفين. والثاني: أنهما مصدران من معنى العامل لا من لفظه، كقوله: قعدت جلوسا. وقرأ الجمهور: "خفية" بضم الخاء. وقرأ أبو بكر بكسرها، وهما لغتان كالعدوة والعدوة، والأسوة والإسوة. وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش: "وخيفة" كالتي في الأعراف، وهي من الخوف، قلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها وسكونها، ويظهر على هذه القراءة أن يكون مفعولا من أجله، لولا ما يأباه "تضرعا" من المعنى.
[ ص: 670 ]
قوله:
"لئن أنجانا" الظاهر أن هذه الجملة القسمية تفسير للدعاء قبلها، ويجوز أن تكون منصوبة المحل على إضمار القول، ويكون ذلك القول في محل نصب على الحال من فاعل "تدعونه"؛ أي: تدعونه قائلين ذلك، وقد عرفت مما تقدم غير مرة كيفية اجتماع الشرط والقسم. وقرأ الكوفيون: "أنجانا" بلفظ الغيبة، مراعاة لقوله: "تدعونه"، والباقون "أنجيتنا" بالخطاب، حكاية لخطابهم في حالة الدعاء، وقد قرأ كل بما رسم في مصحفه، فإن في مصاحف
الكوفة: "أنجانا"، وفي غيرها: "أنجيتنا".
قوله: "من هذه" متعلق بالفعل قبله، و "من" لابتداء الغاية، و "هذه" إشارة إلى الظلمات؛ لأنها تجري مجرى المؤنثة الواحدة، وكذلك في "منها" تعود على الظلمات لما تقدم.