آ. ( 66 ) قوله:
وكذب به : الهاء في "به" تعود على العذاب المتقدم في قوله:
"عذابا من فوقكم"، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري ، وقيل: تعود على القرآن، وقيل: تعود على الوعيد المتضمن في هذه الآيات المتقدمة. وقيل: على النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا بعيد؛ لأنه خوطب بالكاف عقيبه، فلو كان كذلك لقال: وكذب به قومك، وادعاء الالتفات فيه أبعد. وقيل: لا بد من حذف صفة هنا؛ أي: وكذب به قومك المعاندون، أو الكافرون؛ لأن قومه كلهم لم يكذبوه، كقوله:
إنه ليس من أهلك ؛ أي: الناجين. وحذف الصفة وبقاء الموصوف قليل جدا بخلاف العكس. وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12356ابن عبلة: [ ص: 673 ] "وكذبت" بتاء التأنيث، كقوله تعالى:
كذبت قوم نوح ،
كذبت قوم لوط ، باعتبار الجماعة
قوله:
"وهو الحق" في هذه الجملة وجهان، الظاهر منهما: أنها استئناف، والثاني: أنها حال من الهاء في "به"؛ أي: كذبوا به في حال كونه حقا، وهو أعظم في القبح.
قوله: "عليكم" متعلق بما بعده وهو توكيد، وقدم لأجل الفواصل، ويجوز أن يكون حالا من قوله: "بوكيل"؛ لأنه لو تأخر لجاز أن يكون صفة له، وهذا عند من يجيز تقديم الحال على صاحبها المجرور بالحرف، وهو اختيار جماعة، وأنشدوا عليه:
1944 - غافلا تعرض المنية للمر ء فيدعى ولات حين إباء
فقدم "غافلا" على صاحبها وهو "المرء"، وعلى عاملها وهو "تعرض"، فهذا أولى، ومنه:
1945 - لئن كان برد الماء هيمان صاديا إلي حبيبا إنها لحبيب
أي: إلي هيمان صاديا، ومثله:
1946 - فإن يك أذواد أصبن ونسوة فلن يذهبوا فرغا بقتل حبال [ ص: 674 ]
"فرغا" حال من "بقتل"، و "حبال" بالمهملة اسم رجل، مع أن حرف الجر هنا زائدة، فجوازه أولى من ما ذكرنا.