صفحة جزء
آ. (159) وقرأ الأخوان: فارقوا : من المفارقة وفيها وجهان أحدهما: أن فاعل بمعنى فعل نحو: ضاعفت الحساب وضعفته. وقيل: هي من المفارقة، وهي الترك والتخلية ومن فرق دينه فآمن ببعض وكفر ببعض فقد فارق الدين القيم. وقرأ الباقون فرقوا بالتشديد. وقرأ الأعمش وأبو صالح وإبراهيم فرقوا مخفف الراء. قال أبو البقاء: "وهو بمعنى المشدد، ويجوز أن يكون بمعنى فصلوه عن الدين الحق"، وقد تقدم معنى الشيع.

وقوله: لست منهم في محل رفع خبرا لإن، و "منهم" هو خبر "ليس" إذ به تتم الفائدة كقول النابغة: [ ص: 236 ]

2131 - إذا حاولت في أسد فجورا فإني لست منك ولست مني



ونظيره في الإثبات: فمن تبعني فإنه مني ، وعلى هذا فيكون "في شيء" متعلقا بالاستقرار الذي تعلق به منهم أي: لست مستقرا منهم في شيء أي: من تفريقهم. ويجوز أن يكون "في شيء" الخبر و "منهم" حال مقدمة عليه، وذلك على حذف مضاف أي: لست في شيء كائن من تفريقهم، فلما قدمت الصفة نصبت حالا.

التالي السابق


الخدمات العلمية