صفحة جزء
آ. (84) قوله تعالى: وأمطرنا : قال أبو عبيد: "يقال: مطر في الرحمة، وأمطر في العذاب" وقال أبو القاسم الراغب: "ويقال: مطر في [ ص: 375 ] الخير، وأمطر في العذاب"، قال تعالى: وأمطرنا عليهم حجارة وهذا مردود بقوله تعالى: هذا عارض ممطرنا فإنهم إنما عنوا بذلك الرحمة، وهو من أمطر رباعيا. ومطر وأمطر بمعنى واحد يتعديان لواحد يقال: مطرتهم السماء وأمطرتهم، وقوله تعالى هنا: وأمطرنا ضمن معنى "أرسلنا" ولذلك عدي بـ "على"، وعلى هذا فـ "مطرا" مفعول به لأنه يراد به الحجارة، ولا يراد به المصدر أصلا، إذ لو كان كذلك لقيل: أمطار. ويوم مطير. أي: ممطور. ويوم ماطر وممطر على المجاز كقوله: في يوم عاصف وواد مطير فقط فلم يتجوز فيه. ومطير بمعنى ممطر قال:


2243 - حمامة بطن الواديين ترنمي سقاك من الغر الغوادي مطيرها



فعيل هنا بمعنى فاعل; لأن السحاب يمطر غيرها. ونكر "مطرا" تعظيما.

التالي السابق


الخدمات العلمية