صفحة جزء
[ ص: 9 ] آ. (95) قوله تعالى: أبدا . . منصوب بيتمنوه، وهو ظرف زمان يقع للقليل والكثير، ماضيا كان أو مستقبلا، تقول: ما فعلته أبدا، وقال الراغب: "هو عبارة عن مدة الزمان الممتد الذي لا يتجزأ كما يتجزأ الزمان، وذلك أنه يقال: زمان كذا ولا يقال: أبد كذا، وكان من حقه على هذا ألا يثنى ولا يجمع، وقد قالوا: آباد فجمعوه لاختلاف أنواعه، وقيل: آباد لغة مولدة، ومجيئه بعد "لن" يدل على أن نفيها لا يقتضي التأبيد، وقد تقدم ذلك، ودعوى التأكيد فيه بعيدة". وقال هنا: "ولن يتمنوه" فنفى بلن وفي الجمعة بـ "لا" قال صاحب المنتخب: "لأن دعواهم هنا أعظم من دعواهم هناك لأن السعادة القصوى فوق مرتبة الولاية، لأن الثانية تراد لحصول الأولى، والنفي بـ "لن" أبلغ من النفي بـ "لا".

قوله: "بما قدمت أيديهم" متعلق بيتمنوه، والباء للسببية أي بسبب اجتراحهم العظائم. و "ما" يجوز فيها ثلاثة أوجه، أظهرها: كونها موصولة بمعنى الذي. والثاني: نكرة موصوفة والعائد على كلا القولين محذوف أي: بما قدمته، فالجملة لا محل لها على الأول، ومحلها الجر على الثاني. والثالث: أنها مصدرية أي: بتقدمة أيديهم. ومفعول"قدمت" محذوف أي: بما قدمت أيديهم الشر أو التبديل ونحوه.

التالي السابق


الخدمات العلمية