آ. (127) قوله تعالى:
ويذرك : قرأ العامة: "ويذرك" بياء الغيبة ونصب الراء. وفي النصب وجهان: أظهرهما: أنه على العطف على "ليفسدوا". والثاني: أنه منصوب على جواب الاستفهام، كما ينصب في جوابه بعد الفاء كقول
الحطيئة: 2265 - ألم أك جاركم ويكون بيني وبينكم المودة والإخاء
والمعنى: كيف يكون الجمع بين تركك
موسى وقومه مفسدين وبين تركهم إياك وعبادة آلهتك، أي لا يمكن وقوع ذلك.
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن في رواية عنه
ونعيم بن ميسرة "ويذرك" برفع الراء. وفيها ثلاثة أوجه، أظهرها: أنه نسق على "أتذر" أي: أتطلق له ذلك. الثاني: أنه استئناف إخبار بذلك. الثالث: أنه حال. ولا بد من إضمار مبتدأ، أي: وهو يذرك.
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن أيضا
والأشهب العقيلي: "ويذرك" بالجزم وفيها وجهان، أحدهما: أنه جزم ذلك عطفا على التوهم، كأنه توهم جزم "يفسدوا" في جواب الاستفهام فعطف عليه بالجزم كقوله:
فأصدق وأكن بجزم "وأكن". الثاني: أنها تخفيف كقراءة
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبي عمرو "ينصركم" وبابه.
[ ص: 424 ] وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك: "ونذرك" بنون الجماعة ورفع الراء، توعدوه بذلك، أو أن الأمر يؤول إلى ذلك فيكون خبرا محضا. وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش بما يخالف السواد فلا حاجة إلى ذكره.
وقرأ العامة: "وآلهتك" بالجمع. وفي التفسير: أنه كان يعبد آلهة متعددة كالبقر والحجارة والكواكب، أو آلهته التي شرع عبادتها لهم وجعل نفسه الإله الأعلى في قوله
أنا ربكم الأعلى . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود nindex.php?page=showalam&ids=9وأنس وجماعة كثيرة: "وإلاهتك" . وفيها وجهان، أحدهما: أن "إلاهة" اسم للمعبود، ويكون المراد بها معبود
فرعون وهي الشمس، وفي التفسير أنه كان يعبد الشمس، والشمس تسمى "إلاهة" علما عليها، ولذلك منعت الصرف للعلمية والتأنيث. والثاني: أن "إلاهة" مصدر بمعنى العبادة، أي: ويذر عبادتك لأن قومه كانوا يعبدونه. ونقل
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أنه كان ينكر قراءة العامة، ويقرأ "وإلاهتك" وكان يقول: إن
فرعون كان يعبد ولا يعبد.
قوله:
سنقتل قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=17192نافع nindex.php?page=showalam&ids=16456وابن كثير: "سنقتل" بالتخفيف، والباقون بالتضعيف للتكثير، لتعدد المجال. وسيأتي أن الجماعة قرؤوا "يقتلون أبناءكم" بالتضعيف إلا نافعا، فيخفف. فتلخص من ذلك أن
nindex.php?page=showalam&ids=17192نافعا يقرأ الفعلين بالتخفيف.
nindex.php?page=showalam&ids=16456وابن كثير يخفف "سنقتل" ويثقل "يقتلون"، والباقون يثقلونهما.