صفحة جزء
إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض غر هؤلاء دينهم ومن يتوكل على الله فإن الله عزيز حكيم

قوله تعالى: إذ يقول المنافقون قال ابن عباس : هم قوم من أهل المدينة من الأوس والخزرج . فأما الذين في قلوبهم مرض ، ففيهم ثلاثة أقوال .

أحدها: أنهم قوم كانوا قد تكلموا بالإسلام بمكة ، فأخرجهم المشركون [ ص: 368 ] معهم يوم بدر كرها; فلما رأوا قلة المسلمين وكثرة المشركين ، ارتابوا ونافقوا ، وقالوا: غر هؤلاء دينهم قاله أبو صالح عن ابن عباس ، وإليه ذهب الشعبي في آخرين . وعدهم مقاتل ، فقال: كانوا سبعة: قيس بن الوليد بن المغيرة ، وأبو قيس بن الفاكه بن المغيرة ، والحارث بن زمعة ، وعلي بن أمية بن خلف ، والعاص بن منية بن الحجاج ، والوليد بن الوليد بن المغيرة ، والوليد بن عتبة بن ربيعة .

والثاني: أنهم المشركون ، لما رأوا قلة المسلمين ، قالوا": "غر هؤلاء دينهم" رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس ، وبه قال الحسن .

والثالث: أنهم قوم مرتابون ، لم يظهروا عداوة النبي صلى الله عليه وسلم ، ذكره الماوردي . والمرض هاهنا: الشك ، والإشارة بقوله: "هؤلاء" إلى المسلمين; وإنما قالوا هذا ، لأنهم رأوا قلة المسلمين ، فلم يشكوا في أن قريشا تغلبهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية