صفحة جزء
لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم

قوله تعالى: لقد جاءكم رسول من أنفسكم قرأ الجمهور بضم الفاء . وقرأ ابن عباس، وأبو العالية، والضحاك، وابن محيصن، ومحبوب عن أبي عمرو: بفتحها . وفي المضمومة أربعة أقوال .

أحدها: من جميع العرب، قاله ابن عباس; وقال: ليس في العرب قبيلة إلا وقد ولدت رسول الله صلى الله عليه وسلم .

والثاني: ممن تعرفون، قاله قتادة .

والثالث: من نكاح لم يصبه شيء من ولادة الجاهلية، قاله جعفر الصادق، [ ص: 521 ] الرابع: بشر مثلكم، فهو آكد للحجة، لأنكم تفقهون عمن هو مثلكم، قاله . الزجاج وفي المفتوحة ثلاثة أقوال .

أحدها: أفضلكم خلقا . والثاني: أشرفكم نسبا . والثالث: أكثركم طاعة لله عز وجل .

قوله تعالى: عزيز عليه ما عنتم فيه قولان

أحدهما: شديد عليه ما شق عليكم، رواه الضحاك عن ابن عباس . قال الزجاج : شديد عليه عنتكم والعنت: لقاء الشدة .

والثاني شديد عليه ما آثمكم، رواه أبو صالح عن ابن عباس .

قوله تعالى: حريص عليكم قال الحسن حريص عليكم أن تؤمنوا .

قوله تعالى: بالمؤمنين رءوف رحيم قال ابن عباس : سماه باسمين من أسمائه . وقال أبو عبيدة: "رؤوف" فعول، من الرأفة، وهي أرق من الرحمة; ويقال: "رؤف"، وأنشد:


ترى للمؤمنين عليك حقا كفعل الوالد الرؤف الرحيم



وقيل: رؤوف بالمطيعين، رحيم بالمذنبين .

التالي السابق


الخدمات العلمية