صفحة جزء
[ ص: 87 ] قوله تعالى: وإذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس مشربهم كلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين .

استسقى بمعنى: استدعى ذلك ، كقولك: استنصر .

وفي الحجر قولان .

أحدهما: أنه حجر معروف عين لموسى ، قاله ابن عباس ، وابن جبير ، وقتادة ، وعطية ، وابن زيد ، ومقاتل . واختلفوا في صفته على ثلاثة أقوال . أحدها: أنه كان حجرا مربعا ، قاله ابن عباس . والثاني: كان مثل رأس الثور ، قاله عطية . والثالث: مثل رأس الشاة ، قاله ابن زيد . وقال سعيد بن جبير : هو الذي ذهب بثياب موسى ، فجاءه جبريل فقال: إن الله تعالى يقول لك: ارفع هذا الحجر ، فلي فيه قدرة ، ولك فيه معجزة ، فكان إذا احتاج إلى الماء ضربه .

والقول الثاني: أنه أمر بضرب أي: حجر كان ، والأول أثبت .

قوله تعالى: فانفجرت منه .

تقدير معناه: فضرب فانفجرت ، فلما عرف بقوله: "فانفجرت" أنه قد ضرب ، اكتفى بذلك عن ذكر الضرب . ومثله: أن اضرب بعصاك البحر فانفلق . [ الشعراء: 63 ] قاله الفراء . ولما كان القوم اثني عشر سبطا ، أخرج الله لهم اثني عشرة عينا ، ولأنه كان فيهم تشاحن فسلموا بذلك منه .

قوله تعالى: ولا تعثوا .

العثو: أشد الفساد ، يقال: عثي ، وعثا ، وعاث . قال ابن الرقاع


لولا الحياء وأن رأسي قد عثا فيه المشيب لزرت أم القاسم

[ ص: 88 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية