صفحة جزء
ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله لكل أجل كتاب

قوله تعالى : " ولقد أرسلنا رسلا من قبلك . . . " الآية ، سبب نزولها أن اليهود عيروا رسول الله صلى الله عليه وسلم بكثرة التزويج ، وقالوا : لو كان نبيا كما يزعم ، شغلته النبوة عن تزويج النساء ، فنزلت هذه الآية ، قاله أبو صالح عن ابن عباس . ومعنى الآية : أن الرسل قبلك كانوا بشرا لهم أزواج ، يعني النساء ، وذرية ، يعني الأولاد . " وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله: " أي : بأمره ، وهذا جواب للذين اقترحوا عليه الآيات .

قوله تعالى : " لكل أجل كتاب " فيه ثلاثة أقوال :

أحدها : لكل أجل من آجال الخلق كتاب عند الله ، قاله الحسن .

والثاني : أنه من المقدم والمؤخر ، والمعنى : لكل كتاب ينزل من السماء أجل ، قاله الضحاك والفراء .

[ ص: 337 ] والثالث : لكل أجل قدره الله عز وجل ، ولكل أمر قضاه ، كتاب أثبت فيه ، ولا تكون آية ولا غيرها إلا بأجل قد قضاه الله في كتاب ، هذا معنى قول ابن جرير .

التالي السابق


الخدمات العلمية